سورة الشعراء - تفسير تفسير النسفي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الشعراء)


        


{وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوء} بضرب أو عقر أو غير ذلك {فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ} عظم اليوم لحلول العذاب فيه ووصف اليوم به أبلغ من وصف العذاب، لأن الوقت إذا عظم بسببه كان موقعه من العظم أشد {فَعَقَرُوهَا} عقرها قدار ولكنهم راضون به فأضيف إليهم، روي أن عاقرها قال: لا أعقرها حتى ترضوا أجمعين فكانوا يدخلون على المرأة في خدرها فيقولون: أترضين؟ فتقول: نعم، وكذلك صبيانهم {فَأَصْبَحُواْ نادمين} على عقرها خوفاً من نزول العذاب بهم لا ندم توبة أو ندموا حين لا ينفع الندم وذلك عند معاينة العذاب أو على ترك الولد {فَأَخَذَهُمُ العذاب} المقدم ذكره. {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ العزيز الرحيم}.
{كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ المرسلين إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فاتقوا الله وَأَطِيعُونِ وَمَا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ على رَبّ العالمين أَتَأْتُونَ الذكران مِنَ العالمين} أراد بالعالمين الناس، أتطئون الذكور من الناس مع كثرة الإناث، أو أتطئون أنتم من بين من عداكم من العالمين الذكران أي أنتم مختصون بهذه الفاحشة والعالمين على هذا كل ما ينكح من الحيوان.


{وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مّنْ أزواجكم} (من) تبيين لما خلق، أو تبعيض والمراد بما خلق العضو المباح منهن وكانوا يفعلون مثل ذلك بنسائهم، وفيه دليل على تحريم أدبار الزوجات والمملوكات ومن أجازه فقد أخطأ خطأ عظيماً {بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ} العادي المتعدي في ظلمه المتجاوز فيه الحد أي بل أنتم قوم أحق بأن توصفوا بالعدوان حيث ارتكبتم مثل هذه العظيمة.
{قَالُواْ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يالوط} عن إنكارك علينا وتقبيح أمرنا {لَتَكُونَنَّ مِنَ المخرجين} من جملة من أخرجناه من بين أظهرنا وطردناه من بلدنا، ولعلهم كانوا يخرجون من أخرجوه على أسوأ حال {قَالَ إِنّى لِعَمَلِكُمْ مّنَ القالين} هو أبلغ من أن يقول قال، فقول (فلان من العلماء) أبلغ من قولك (فلان عالم) لأنك تشهد بأنه مساهم لهم في العلم. والقلى البغض يقلي الفؤاد والكبد، وفيه دليل على عظم المعصية لأن قلاه من حيث الدين {رَبّ نَّجِنِى وَأَهْلِى مِمَّا يَعْمَلُونَ} من عقوبة عملهم {فنجيناه وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ} يعني بناته ومن آمن معه {إِلاَّ عَجُوزاً} هي امرأة لوط وكانت راضية بذلك والراضي بالمعصية في حكم العاصي، واستثناء الكافرة من الأهل وهم مؤمنون للاشتراك في هذا الاسم وإن لم تشاركهم في الإيمان {فِى الغابرين} صفة لها في الباقين في العذاب فلم تنج منه، والغابر في اللغة الباقي كأنه قيل: إلا عجوزاً غابرة أي مقدراً غبورها إذ الغبور لم يكن صفتها وقت تنجيتهم.


{ثُمَّ دَمَّرْنَا الآخرين} والمراد بتدميرهم الائتفاك بهم {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَّطَرًا} عن قتادة: أمطر الله على شذاذ القوم حجارة من السماء فأهلكهم الله. وقيل: لم يرض بالائتفاك حتى أتبعه مطراً من حجارة {فَسَاء} فاعله {مَطَرُ المنذرين} والمخصوص بالذم وهو مطرهم محذوف ولم يرد بالمنذرين قوماً بأعيانهم بل المراد جنس الكافرين {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ العزيز الرحيم كَذَّبَ أصحاب لْئَيْكَةِ} بالهمزة والجر هي غيضة تنبت ناعم الشجر عن الخليل {ليكة} حجازي وشامي وكذا في (ص) علم لبلد. قيل: أصحاب الأيكة هم أهل مدين التجئوا إلى غيضة إذ ألح عليهم الوهج. والأصح أنهم غيرهم نزلوا غيضة بعينها بالبادية وأكثر شجرهم المقل بدليل أنه لم يقل هنا (أخوهم شعيب) لأنه لم يكن من نسبهم بل كان من نسب أهل مدين ففي الحديث أن شعيباً أخا مدين أرسل إليهم وإلى أصحاب الأيكة {المرسلين إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلاَ تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فاتقوا الله وَأَطِيعُونِ وَمَا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ على رَبّ العالمين أَوْفُواْ الكيل} أتموه {وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ المخسرين} ولا تنقصوا الناس حقوقهم فالكيل وافٍ وهو مأمور به، وطفيف وهو منهي عنه، وزائد وهو مسكوت عنه، فتركه دليل على أنه إن فعله فقد أحسن وإن لم يفعل فلا شيء عليه.

4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11